بناء على توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن تعهد جديد لدولة قطر بتقديم مبلغ 100 مليون دولار أمريكي وذلك للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري.
وأكد سعادته، في كلمته بمؤتمر بروكسل الرابع /دعم مستقبل سوريا والمنطقة/ الذي نظم عن بعد عبر الاتصال المرئي، أن التعهد الجديد يأتي انطلاقا من الإيمان الراسخ لدولة قطر بالوفاء بالتزاماتها الدولية وبالواجب الإنساني تجاه الشعب السوري الشقيق، لافتا إلى أن مساعدات دولة قطر الفعلية للشعب السوري الشقيق تجاوزت ملياري دولار أمريكي.
وقال إن "دولة قطر - التزاما بمسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية - لم تدخر جهدا، منذ بداية الأزمة السورية، لتعزيز الاستجابة الإنسانية السريعة وتقديم المساعدة الفاعلة للشعب السوري الشقيق".
وأكد سعادته على دعم دولة قطر الثابت للجهود الدولية الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية على أساس بيان جنيف الأول لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لاسيما القرار رقم 2254، وبما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري في الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة أراضيه.
ووجه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في بداية كلمته، الشكر إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على الدعوة لعقد هذا المؤتمر، كما شكر الدول المشاركة على جهودها المقدرة لمساندة الشعب السوري الشقيق بالرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها كافة الدول بسبب جائحة فيروس كورونا /كوفيد - 19/.
وأضاف "نحن نواجه أزمة إنسانية لم تعرفها البشرية من قبل تم خلالها حرمان الشعب السوري من أبسط مقومات العيش كالمياه والطعام والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية كالتعليم والصحة، بالإضافة إلى عدد النازحين الذي يقارب 12 مليون شخص".
ورأى سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن النجاح في مواجهة التداعيات الإنسانية الكارثية والخطيرة للأزمة السورية لن يتأتى إلا من خلال إيجاد الحل السياسي الذي ينهي هذه الأزمة بشكل جذري، وهذه هي مسؤولية المجتمع الدولي لاسيما مجلس الأمن والأطراف الفاعلة.
وتساءل سعادته "أي جيل نتوقع أن ينتج عن الحرب السورية وأطفال سوريا شبوا على صور المدافع والتفجيرات والمجازر بالأسلحة المحرمة دوليا والتي طالت في الكثير من الأحيان مدنهم وقراهم وعائلاتهم؟".
وقال إنه "آن الأوان للمجتمع الدولي أن يعمل بجد لإيقاف آلة القتل للنظام السوري وأن يضع حدا لعنفها المتزايد الذي لا فرق بينه وبين التطرف والإرهاب العنيف، اللذين يعزز كل منهما الآخر ويتلاقيان في الوجود والهدف والنتيجة".
وفي ختام كلمته، كرر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشكر والتقدير لجميع الدول التي تعهدت وأوفت بالتزاماتها تجاه الشعب السوري، وثمن جهود منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على تنظيم هذا المؤتمر وعبر عن أمله في أن تتحقق نتائجه المنشودة.